• الأجندات تتصارع والحرب النقدية تشتعل في مجموعة العشرين مجددا

    01/04/2011

    الأجندات تتصارع .. والحرب النقدية تشتعل في مجموعة العشرين مجددا

     



     
     
    قاومت الصين أمس ضغوط باريس وواشنطن لإصلاح سريع لنظام نقدي عالمي وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه غير مستقر لدرجة قد تؤدي لتجدد الأزمة الاقتصادية العالمية.

    وأبرزت وجهات النظر المتباينة التي عرضت لدى بدء اجتماع لمجموعة العشرين الصعوبة التي يواجهها ساركوزي في تحقيق هدف صياغة مسودة لإصلاح النظام النقدي العالمي بنهاية العام. وقال ساركوزي خلال اجتماع حضره وزراء للمالية ومحافظو بنوك مركزية وأكاديميون بارزون " من دون قواعد لن يستطيع النظام النقدي والمالي العالمي التصدي للأزمات والفقاعات المالية واتساع الاختلالات". وأضاف " من دون قواعد ورقابة يواجه العالم خطر التعرض لأزمات حادة وخطيرة بشكل متزايد".
    وتتولى فرنسا رئاسة الدورة الحالية لمجموعة العشرين التي تجمع اقتصادات متقدمة وناشئة تمثل 85 في المائة من الناتج العالمي. ولم تبد الصين حماسا كبيرا للمبادرة أو لخطط ساركوزي الواسعة للإصلاح. وتخشى الصين أن يكون الهدف الخفي هو إجبارها على السماح بتداول أكثر حرية لعملتها اليوان وإزالة القيود على رأس المال بوتيرة أسرع مما تريد.
    وقال وانغ تشي شان نائب رئيس الوزراء الصيني في تصريحاته الافتتاحية "عملية الإصلاح ستكون طويلة الأجل ومعقدة".
    والغرض من الاجتماع الذي يجري في مدينة نانجينغ في شرق الصين هو عرض الأفكار وليس اتخاذ قرارات.
    ومن هذا المنطلق تساءل ساركوزي إن كان الوقت قد حان لتوسيع مجموعة الدول الصناعية السبع والتي من بين مهامها الرئيسية الإشراف على أسواق الصرف العالمية.
    وأكدت المجموعة هذا الدور في وقت سابق هذا الشهر عندما تدخلت البنوك المركزية لمجموعة السبع بإجراء منسق لبيع الين وهو ما أدى لتغيير اتجاه قفزة في العملة اليابانية هددت بتفاقم الضرر الواقع على الاقتصاد الياباني الذي يئن بالفعل من آثار زلزال مدمر ضرب البلاد في 11 آذار (مارس).
    وقال مسؤول ألماني كبير رفض نشر اسمه إن برلين تفضل أن تتولى مسائل العملة مجموعة أوسع من مجموعة السبع ربما تضم دول بريك - وهي البرازيل وروسيا والهند والصين ـ إلى جانب المكسيك.
    لكن وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايتنر شكك في وجود حاجة حقيقية إلى جهد دولي لإصلاح النظام النقدي العالمي. وأضاف أن المشكلة الأكبر هي عدم اتساق سياسات الصرف الأجنبي. ودون التصريح باسم الصين قال جايتنر إنه يلاحظ أن بعض الدول الناشئة تعتمد على أنظمة صرف تخضع لرقابة صارمة ما أدى لتفاقم مخاطر التضخم في اقتصادات هذه الدول وضخم الضغوط الصعودية في دول أخرى ودفع البعض للدعوة إلى اتخاذ إجراءات حماية.
    وقال وانغ نائب رئيس الوزراء الصيني إن بكين تأخذ بالفعل خطوات لتقليل اعتماد اقتصادها على الصادرات بتعزيز الطلب المحلي.
    وجاءت تصريحاته بعد قليل من سماح بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) لليوان بالارتفاع إلى أعلى مستوى أمام الدولار منذ سمح البنك للعملة باستئناف الصعود في حزيران (يونيو) الماضي.
    لكن أكاديميين صينيين بارزين كرروا تصريحات وانج مؤكدين أن بكين ستتغير بالوتيرة التي تحددها هي. وقال لي داوكوي المستشار الأكاديمي للبنك المركزي الصيني إن إصلاح النظام النقدي العالمي يجب أن يكون تدريجيا وإن الأولوية الرئيسية للصين هي تجنب حدوث هبوط مفاجئ في الدولار.
    وطرح ساركوزي الذي سافر إلى اليابان في وقت لاحق فكرة السماح لصندوق النقد الدولي بإدراج سندات في أسواق المال العالمية. وقال ساركوزي أيضا إنه حان الوقت لوضع جدول زمني لأن تصبح عملات ناشئة مثل اليوان جزءا من حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية